نحن هنا لسنا بصدد الوقوف مع طرف ضد طرف، ولسنا بمعرض ذكر إيجابيات وسلبيات كل طرف، ولسنا معنيين الآن بفتح سجلات الحسابات السابقة، وعمل ورشات تقويم حول ما قدم كل منهما، ولكن نحن بصدد الانتقال إلى المستقبل والتعامل مع المرحلة القادمة، مما يحتم علينا جميعاً أن لا نسهم بفتح مجالس عزاء أو لطم، بقدر ما ينبغي الحرص الجماعي المسؤول على انقاذ ما يمكن انقاذه، وأن يتم إعلاء شأن المصلحة العامة وإعلاء شأن مستقبل الوطن وحماية الشعب، قبل الذهاب إلى معزوفات الاتهام بالتدمير والتخريب من جهة أو معزوفات الاتهام بالجمود والتقليد من جهة أخرى.
ولذلك يمكن الذهاب إلى منهجية أخرى مختلفة بدلاً من الصراع والمناكفة ومعارك التدمير الذاتي، وضرورة الذهاب إلى منهجية المزج والتوافق والتعاون بين الاتجاهات المختلفة، بحيث يتم اختيار الكفاءات والتخصصات المشهود لها بالنزاهة والخبرة والانتماء الوطني العميق ونظافة اليد، بغض النظر عن الانتماء لمختلف المعسكرين، وأعتقد أن هذا ممكن في ظل الفشل المتراكم الممزوج بالعجز والارتباك.
نحن بحاجة إلى المزج العبقري بين التحصيل العلمي المبدع من معظم جامعات العالم، مع الخبرة العلمية المتأتية من معرفة الأردن والأردنيين بطريقة دقيقة وذكية تقوم على المعايشة والخبرة الميدانية المتأتية من التواصل الدائم والمستمر مع مختلف شرائح المجتمع من كل الأعمار وفي كل بقاع الأردن وعلى صعيد كل المهن والاختصاصات، ولذلك نحن نريد خريج هارفرد واكسفورد، وفي الوقت نفسه يعرف «حمرا حمد» و «مريغه» و «كفرخل» و «زحر» و»ذنيبه» وغيرها، ويعرف عاداتهم وأعرافهم ومشاكلهم وآمالهم وطموحاتهم.
نحن بحاجة إلى منهجية جديدة تجعلنا قادرين على الاستفادة من كل عقل أردني ومن كل خبرة أردنية، وقادرة على الاستثمار في طاقات الشعب الأردني وتوظيفها في معركة التقدم والنهوض وصناعة الازدهار بدلاً من معارك التنافس على المناصب والصراع بين الصالونات السياسية التي أدت دورها في اشعال جذوة التنافس السلبي.
0 تعليق على موضوع : قضية الصراع التقليدي بين النخب // د. رحيل محمد غرايبة
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات