بقلم : فتحي مصلح يعقوب
==================================
ذكرت الأنباء الواردة من واشنطن ( وأكّدتها ورحّبت بها الدولة المصرية ) أن مجلس الشيوخ الأمريكى أقر قانونا ينص على منح الرئيس الراحل أنور السادات،( وسام الكونجرس الذهبى )، اعترافا بإنجازاته التاريخية وإسهاماته الشجاعة فى إحلال السلام فى الشرق الأوسط... وميدالية الكونجرس الذهبية ، تعد أعلى درجة تكريم يمكن للكونجرس منحها لأى شخص على الإطلاق...!!!
وقالت السفارة الأمريكية بالقاهرة فى ( بيان لها ) على «تويتر» إن قرار مجلس الشيوخ فى هذا الصدد جاء بالإجماع...!!
والرئيس الراحل السادات يعد أيضا ثانى شخصية أفريقية تحصل على الجائزة بعد الزعيم الجنوب أفريقى نيلسون مانديلا والذى حصل عليها عام 1998...!!!
والميدالية الذهبية التابعة للكونجرس هى أعلى درجة تكريم يمكن لمجلس الشيوخ الأمريكى تقديمها وهى جائزة تم الإعلان عنها أول مرة فى 1776 لتكريم المساهمات المتميزة فى الثورة الأمريكية وكان أول فائز بها جورج واشنطن أول رئيس لأمريكا لدرجة أن بعض المؤرخين يرون أن الجائزة تم تصميمها لجورج واشنطن خصيصا" ....!!!
ويشترط الحصول عليها أن يكون الشخص المرشح لها حقّق إنجازا" أثّر على العالم وعلى التاريخ والثقافة الأمريكية نفسها بحيث يتم منح الميدالية الذهبية بعد سنوات طويلة من الإنجاز نفسه للتأكّد من مدى أهمية هذا الإنجاز ومدى استمرارية تأثيره فى العالم...!!
وقانون منح الميدالية الذهبية للرئيس السادات كان قد تم تقديم اقتراح بشأنه الى مجلس الشيوخ الأمريكى فى فبراير 2017 وتم التباحث فيه منذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لتكريم الرئيس الراحل لجهوده البطولية فى تحقيق السلام فى الشرق الأوسط بحسب نص القانون الذى تم تسجيله برقم 115 فى الكونجرس...!!
وفي الختام يتبادر الى ذهني سؤال .. هل حقّا" اتفّاقية الصّلح بين مصر وإسرائيل تعتبر إنجازا" أثّر على العالم وعلى التاريخ والثقافة الأمريكية نفسها ...؟؟؟؟؟
هذا صحيح إذا اعتبرنا أنّ إسرائيل الطفل المدلّل للعالم وعلى رأسه أمريكا التي تخضع إدارتها وسياستها في الشرق الأوسط لرغبات اللّوبي الصهيوني , ( ألّذي هو صاحب الفكرة بالتأكيد ) , ونحن نعلم تمام العلم أنّ ألإدارة الأمريكيّة كان لها الدور الرئيسي في إنجاز معاهدة الصلح الذي كان عرّابها الداهية اليهودي كيسنجر وزير خارجية أمريكا آنذاك , الذي أبلى بلاء" حسنا في إخراج مصر من دائرة الصراع العربي الإسرائيلي بعد أن نال ثقة الرئيس السادات الذي لم يكن يرد له طلاب ...!!!
الرئيس السادات بتوقيعه معاهدة الصلح مع الدولة العدو إسرائيل بالشكل والشروط التي تخدم مصالحا , يكون قد قدّم للدولة العبريّة ما لم تقدّمه أي دولة في العالم لأنّه بهذه المعاهدة أنهى أي حرب تشكّل خطرا حقيقيّا" على الكيان الصهيوني في فلسطين .. لأنّ لا حرب ولا تحرير لفلسطين دون مصر .. وقد شكّلت هذه المعاهدة نواة للإنهيارات .. حيث تلتها معاهدة أوسلو العار , وبعد هذا رأى الأردن أن أمنه بات مهدّدا" بعد خروج مصر من دائرة الصراع , وأصحاب القضيّة قد تصرّفوا بقضيّتهم .. إذا" لماذا لا يحمي حدوده ..؟؟ وعليه كانت معاهدة وادي عربية في جنوب الأردن .. وما نراه اليوم من تقارب عربي إسرائيلي هو على حساب القضيّة الفلسطين , وكل ذلك تعود أسبابه لخروج مصر ( المهابه ) من الصراع العربي الصهيوني ولوجود سفارة يرفرف عليها العلم الإسرائيلي في سماء قاهرة المعز ...!!!
لا شك أن السادات أو دعونا نقول أنّ مصر استرجعت كامل ترابها الوطني في سيناء حتّى آخر ذرّة , وهذا من حقّها .. لكن كان من واجبها كقوّة عربيّة رئيسّيّة أن لا تنسى فلسطين التي خاضت كل الحروب من أجلها وسقط آلاف الشهداء من خيرة أبنائها في سبيلها , ولا تترك القطاع الذي يخضع لإدارتها وتحت مسؤوليّتها نهبا" للصهاينة .. بحجّة أنّ منظّمة التحرير الفلسطينيّة هي المسؤولة عن عودة القطاع كما طلب محمد الخامس ملك المغرب من الرئيس السادات في مؤتمر قمّة الدار البيضاء في عام 1974 .. كان على الرئيس السادات المنتصر في حرب أكتوبر أن يأتي بياسرعرفات عنوة" للجلوس بجانبه في مباحثات السلام لا أن يتركه وشأنه .. وإنّي على يقين لو أنّ السادات سلك ذلك المسلك بالنسبة لفلسطين لما كانت نهايته بالطريقة التي نعرفها ... ولمنحه العرب كل العرب لا أمريكا وسام الأبطال الخالدين في أمّة العرب ...!!!
0 تعليق على موضوع : وسام الكونجرس الذهبي للراحل أنور السادات في مئويّته ...!!!
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات