شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

مفكرو وكتاب حركة فتح والماء الطهور / بقلم: بكر ابو بكر




 

لقد سرني مؤخرا أن أرى مستوى محترم من النقاش يدور بين مجموعة من مفكري و كتاب حركة فتح الجدد والشباب ، وسرني أكثر أن الحوار كان علينا بما انه اشتمل على قضايا سياسية وفكرية مجتمعية بل وحاول ان يمس الكثير مما لم تتعرض له الحركة إلا من عدد من مفكريها الكبار وبما يشبه الرأي الشخصي غير الملزم للحركة.


إن مستوى الحوار الدائر على صفحات الصحف والمواقع وخاصة ما اطلعت عليه مما كتبه الأخوة الكرام: د.جمال نزال وعيسى قراقع وجهاد حرب و د.مازن صافي وماهر حسين  مما يثلج الصدر حقا رغم حدة النقاش واختلاف المتحاورين أحيانا (اختلاف أمتي رحمة) ورغم اتفاقي أو اختلافي مع بعض أوكل ما قاله أي من الاخوة الكرام في مواضيع شتى.

إن من أهم مزايا حركة فتح هو هذا (الإطار) المفتوح للنقاش وهذا (الفضاء) الواسع الرحب الذي ميّز الحركة وما زال، حتى ان العديد من المنتمين لتيارات وأحزاب فكرانية (=أيديولوجية) أخرى يحسدون هذه الحركة على مثل هذا المستوى الرفيع والراقي من الحوار، حيث أن الاختلاف ليس قاعدة للافتراق بل هو منصّة جامعة للمتحاورين (مراجعة دراستنا حول فن الحوار وأدب الاختلاف) مع الفرق بين الخلاف المفضي للافتراق ، والاختلاف المؤدي لأحد أمرين.

 أولا: إما الايمان بالرأي مع فسحة تغيير تظل مفتوحة على الآخر، فلربما: نغير أو نطور أو نعدل أو نستقر في فكرتنا أو نلغها.

 أو الأمر الثاني: فهو تبنى فكر البدائل أو الخيارات ما كانت القاعدة هي أن كل كلام المرء يؤخذ ويرد إلا كلام صاحب هذا القبر أي الرسول صلى الله وعليه وسلم كما قال الإمام مالك ، وما كانت القاعدة (أطيعوني ما أطعت الله فيكم) كما قال الجليل أبو بكر الصديق، وما كانت القاعدة (نتعاون فيما اتفقنا فيه ، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه) المنسوبة بشكل رئيس للشيخ رشيد رضا.

إن فضاء الحوار والنقاش وفكر التعددية وإمكانية الاختيار من الصواب على أساس الأحوط أوالأشد أو الأيسر هي من سماحة ديننا الاسلامي الحنيف وحضارتنا العربية الاسلامية المنفتحة ، والذي طبقته حركة فتح خاصة في مسائل حاجات الناس وأهداف الشعب وتطلعاته في الحركة والكفاح والاستقلال ، وبالتالي في شؤون السياسة والمجتمع والاقتصاد، وهي الشؤون الدنيوية المتاح الاختلاف فيها ، بل المفترض أن يتم التداول بشأنها وفق مقاصد الشريعة الاسلامية الغراء وهي حفظ النفس والعقل والدين والمال والنسل ويضاف لها في أقوال أخرى الحرية والعدالة أو تعتبر جزء مما سبق من المقاصد الخمسة.

لقد استطاعت حركة فتح بخبرتها النضالية وفكرها السياسي الواقعي أن تتجاوز محن سياسيه ، ومعارك عسكرية ، وصراعات فكرانية حتى في أحلك الظروف عندما اعتلى صدرها مدارس فكرانية (=أيديولوجية) ادعت فيما مضى وانقضى صفة التقدمية وكأن إنكار الله أو الشرائع السماوية وعدالتها هو عين التقدمية بفهمها الرجعي.

وتجاورت في الحركة مدارس اشتراكية فيها من المتطرف ألوان، والقومية وفيها الشوفينية وحتى الاسلاموية وكلها بالطبعة المتشددة منها هبطت من قطار الفتح الذي استمر يقوده الفكر الواقعي الوسطي المعتدل المستمر من صلب نضالاتنا وحضارتنا العربية الاسلامية المنفتحة والرحبة ذات الماء الطهور لمن رغب بالطهارة،  والتي عكست ذاتها على مستوى الحرية والديمقراطية وإمكانية الاختلاف والنقد دون أن ينهش شخص أو جماعة بالأخرى تحت مقصلة الاتهامات الجاهزة بالخيانة أو الكفر فيما هو في حاضرنا الحالي أصبح سمة لجامدي العقول ومتحجري الافكار ممن يبتغون قولبة أفكار الآخرين وفق رؤيتهم الفكرية والسلطوية والسياسية الضيقة وإلا فكل ما يأتي من غيرهم فهو الشر المستطير . (لمراجعة دراستنا : الفكر الصاعد والتنظيم المنهك ومياه التجدد).


إن جيل المفكرين والسياسيين في حركة فتح لم ينقطع رغم أن الحركة ضمت في رحابها المناضلين والأبطال والقادة أضعافا مضاعفة من أولئك القلة ممن يمكن أن نسميهم المفكرين أو الفكرانيين او المنظرين أو الكتاب.

إن فرحي الذي عبرت عنه في بداية هذا المقال هو لإحساسي أننا أمام جيل جديد من المفكرين المسيسين أو الكتاب من شباب حركة فتح الذين ذكرتهم ومثلهم ممن قد تكون خانتني الذاكرة عن ذكرهم من يستحقون التقدير والاحترام لأنهم يشعلون في رأسي الأشيب سواد الليل المليء بالتأملات والأفكار والاستنتاجات الساطعة.

لابد من الاشارة أن (الالتهاء) بالتنظير والفكرانية (الأدلجة) لم يكن فعلا فتحويا يوما ، وإنما كان الفعل بمعنى إحداث فرق أو تغيير أو إنجاز في حياة الناس ومسار الثورة بالقدوة والممارسة والنموذج هو الأصل الذي ما زال في حقيقته التعبير الأوفى عن الحركة . وهي إذ تركت التنظير الفارغ كما تركت التحشيش الفكري لأصحاب الصالونات قدمت للشعب والأمة فعلا ناجزا وتراثا معجزا في الكفاح والمقاومة والبناء كما قدمت لهم حياة تسري في عروقهم فكانت حركة فتح بحق نموذج النضال بكافة أشكاله وإبداعاته ومازالت.

إن حركة فتح التي تنبهت منذ البداية الى إشكالية (النظرية) أو (العقيدة) وإشكالية (النموذج المجتمعي) في ظل صراع فكرانيات كبرى قد جعلت جلّ همها (الممارسة)عبر فعل النضال ، وتركت (الجدل) و (الفلسفة) و (الفكرانية) جانبا لأن فيها الافتراق والاحتراب، وهي بذلك ركزت على فقه التوافق والمحبة وكل البنادق باتجاه العدو، واللقاء فوق أرض المعركة، والمقاومة وتكريس فكر الوطنية والكيانية والاستقلالية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية والوحدة الوطنية . (لمراجعة دراستنا المقاومة الشعبية تكامل القيادة والجماهير).

نقول ذلك وفي ظني أصبح من المهم في ظل هذه الكوكبة من مفكري وكتاب وأقلام حركة فتح الشباب والواعدين أن نشير بوضوح أنهم من سلالة حركة فتح قطعا التي وإن قل فيها المنظّرون إلا أنهم كانوا (وما زالوا) قامات سامقة، ومن يستطيع أن ينكر العمالقة الشهداء من المفكرين والمنظرين أمثال خالد الحسن وكمال عدوان وهاني الحسن  وممدوح صيدم وصخر حبش وماجد أبوشرار ومحمد عودة (أبو داوود) ومجيد الأغا ، ومن اللجنة المركزية الحالية عدد من الكتاب والمفكرين الذين لهم مجموعة هامة من الكتب أمثال د.محمود عباس، وسليم الزعنون وعثمان ابو غربية ود.نبيل شعث وعباس زكي وصخر بسيسو ود.محمد اشتية، ود.صائب عريقات ود.مروان البرغوثي، ومن المجلس الثوري كوكبة هامة  والعشرات أمثالهم الذين يعبرون عن وعي وفكر وقدرة وإبداع ننحني له وقبلهم نحنى الرؤوس لحركة فتح التي جعلت من فضائها المفتوح منجابا لهم وأمثالهم.

لا يهمني أن نختلف معا بل من الضروري ألا نكون نسخا مكررة ما دمنا نتفق على الثوابت وديننا الاسلامي (والمسيحي للمسيحيين) وشريعته الغراء وفق اجتهاد المجتهدين في الفقه الاسلامي الواسع والرحب والمتعدد ثابت لا نقبل معه أي املاءات غريبة متلفعة بمسميات حقوق الانسان التي تعمد في (بعض) أفكارها الى التعدي على سماحة شريعتنا وحريتنا وعدالتنا، وما زواج الشواذ في هذه العقيدة الشاذة إلا نموذج مخالف للعقائد السماوية الثلاثة ما لا نقبله وغيره من الأفكار المرفوضة نحن كمسلمين ومسيحيين فلسطينيين قبل أن نكون منتمين لأي تنظيم سياسي.

ومن المهم أن نختلف بمعنى أن نجهد العقل والفكر والنفس في التفكير وطرح البدائل، وفي تنفيذ وانجاز العمل ضمن مدارس وتيارات واجتهادات سياسية لتلبية احتياجات الناس لأن (من مشى في حاجة أخيه ثم أتمها كان خير له من اعتكاف عشر سنين) كما يقول خير البرية الذي قدم دوما (الفعل) على القول، وحتى على العبادة كما هو منطوق الحديث الشريف ومصداقا لقاعدة (وقل اعملوا) ، وبما هو وطنيا ممثلا بإجماع الفصائل و (م.ت.ف) وشعبنا البطل.

إن حركة فتح التي أنجبت المناضلين أولا وأصحاب مسارات الفعل المتعدد ضمت في جنباتها تنوعا محمودا حتى أنها مثلت الشعب الفلسطيني بتنوعه وما زالت، فلم تغرق بين الدعوى والحزبي أو التقدمي والرجعي أو القطري والإقليمي، أو أولويات الوحدة أم التحرير ... وغيرها من الثنائيات التي ثم النظر اليها من خلال عقلية الخنادق أو الفسطاطين، وهي إذ تطل اليوم على مجتمع فلسطيني سيكون حرا باذن الله من الاحتلال ورواسب الموروث البالي في العادات والتقاليد التي قد تحط من قدر الانسان ، فإنها لا تغرف من مياه نهر الآخرين مهما كانت شديدة، وإنما تغرف من مائها الطهور، أي من نبع حضارتنا العربية الاسلامية الرحبة وبالإثراءات والإسهامات المسيحية الشرقية ، دون انغلاق بل بانفتاح وعصرية وتحديث وسعة وحوار مفتوح مع الحضارات الأخرى في سياق تميزنا وحقنا في التمسك بإرثنا وفكرنا وثقافتنا وحضارتنا.



-------------------------------------------------------------------------------------------

1  ومن الكتاب الشباب الذين ينظّرون في حركة فتح والفكر الوطني تعبويا ونقدا اضافة لمن ذكرنا المحامي ياسر المصري ود.فايز  أبوعيطة ومحمد كمال رجب ورامي رشيد ود.حازم ابو شنب ومروان الصباح وهشام ساق الله ووليد ظاهر ورامي مهداوي، وديمتري دلياني وآخرين كرام ممن قرأت لهم. 

2 ومن الأحياء بين ظهرانينا (من المركزية والثوري السابق، والقيادات) الأخوة: أبوعلاء قريع وحكم بلعاوي نبيل الرملاوي ود.حسين أبوشنب ود.محمد حمزة وأبوعلى شاهين ويحيى يخلف ومنير شفيق (رغم خروجه اللاحق من الحركة) وأحمد عبد الرحمن ونبيل عمرو،والحاج خالد مسمار ومازن عزالدين، ود.سامي مسلم، وأبوالطيب الناطور،ود.عفيف صافية،ونبيل الرملاوي،ويحيى رباح والحاج رفعت شناعة ومحمود أبوالهيجا،والباحث حسن صالح، وربحي محمود، وغيرهم ممن يشرفوننا. 

3 من الكتاب أو المفكرين أو الأقلام الفتحوية في المجلس الثوري الحالي نذكر: حافظ البرغوثي وعدلي صادق وبكر أبوبكر ، ود.نايف سويطات وفهمي الزعارير وحاتم عبد القادر وصبري صيدم والأخت هيثم عرار ود.فيصل ابو شهلا ود.سفيان ابو زايدة وتوفيق ابو خوصة وبركات الفرا وعدنان الضميري وباسل ترجمان ودياب اللوح، ومن الكادر القيادي أيضا  محمد البيروتي وسري القدوة وأحمد أبوغوش و أسامة الفرا ود.أحمد محيسن وأحمد دغلس وفؤاد درويش وعبد الله عواد، وحسن الحسن وماهر الفاخوري واحسان الجمل .

  4 لهؤلاء المفكرين والمبدعين أو الكتاب والأقلام الهامة الأخرى التي أضافها لنا الأخوة في وكالة وعد كل المحبة والاحترام وهم: زهران قبيط، د.حنا عيسى، اشرف جمعة، مهيب النواتي، ناجي شراب، دياب اللوح، عاطف ابو سيف، ابراهيم ابراش، موفق مطر، منيب حمودة، رامي الغف، حماد صبح، جمال قبها،   محمد اللحام، شهاب محمد، حسن أحمد، ناصر اليافاوي، زياد صيدم، عبد الهادي مسلم، توفيق ابو شومر، غريب عسقلاني، أحمد دحبور، عبد الله تاية، منذر ارشيد، رمزي شاهين، جواد البشيتي، على ابو حبلة، ماجد ابو شمالة، نقولا ناصر، روحي رباح، منير ابو رزق، سليم الوادية، شفيق التلولي، نصر ابو فول

كاتب الموضوع

الدانة نيوز

0 تعليق على موضوع : مفكرو وكتاب حركة فتح والماء الطهور / بقلم: بكر ابو بكر

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017