وكبار القوم وشيوخ الدول التي تتلاعب بمصير حياة الفقراء ، ينامون بسعادة وهناء بعد أن مرروا أكاذيبهم على الشعوب ، وويل لمن لا يصفق رغم ان فقراء الارض يزدادون ذلا كل يوم ، والسجون تتكاثر ، والسياط تطورت وراحت تعمل على التيار الكهربائي مرة ، وبالبطاريات أخرى ، وقد أصبح دم الانسان أرخص من ماء البالوعات بفضل التطور التكنلوجي ، والكل يمارس الكذب مع الكل ، والاباطرة وحدهم يسرقون خيرات الشعوب ويرسمون مستقبلهم وفق مصالحهم .
وصغار القوم من الحكام والولاة والانتهازيين يؤدون دور الكومبارس في مبغى الكذب الذي تديره القوى الكبرى ، وعلى الجميع أداء قسم الطاعة ، رغم ان كل الاوراق مكشوفة ، والمسرحية تعرض بلا كواليس .
وتر الديمقراطية أصبح المفضل والعاشق المعبود في طنبور السياسة ، وحق تقرير المصير الاغنية المفضلة في مهرجان العلاقات ، وعندما يخرج شعب أعزل يطالب بحقوقه المشروعة تنقلب الموازيين ، وتصبح الديمقراطية خطرا على الامن والسلم الدوليين ولابد من مواجهة الذين خرجوا بالرصاص ، وهذا ما حصل على أرض فلسطين بالأمس وما يحصل في كل أرجاء الكون .فهم يرسمون لنا خارطة لجمهورية افلاطون ويمارسون خلفها بشاعة هتلر وموسوليني ، ولا أحد يستطيع أن يرفع اصبعه محتجا ، فالماكينة الاعلامية اقوى من كل اصبع ، وأكثر ارتفاعا من كل صوت .
وعلى الوجه الآخر للأسطوانة المشروخة التي لا زالت رائجة في أسواق السياسة ، يموت عميل في ظروف غامضة ، يعلن الحداد وتتخذ الاجراءات ، وتعقد الاجتماعات ، ويتواصل هدير الاحتجاجات ، وتفتح أبواب الحرب الباردة والساخنة حفاظا على المسيرة الديمقراطية الرائدة ، واحتراما لحقوق الانسان .
في هذا العالم المسكون بالظلم والمشحون بالرعب والقائم على المعايير المزدوجة ، ينقلب افلاطون الى بضاعة رخيصة يتداولها الكبار لغرض تسويقها الى الشعوب التي تتطلع الى الامن والسلام ، وتصبح الشعارات بالونات فارغة لا تحمل غير الهواء الفاسد ، وتبقى الشعوب تجتر خيباتها وتعاني من الظلم والاضطهاد والمرارة .
من يستطيع ان يوقف هذا الاعصار المدمر الذي اجتاح العالم منذ الحرب الكونية الاولى ولا زال يفتك بالشعوب ؟
العالم اليوم بين كفي عفريت لا يعرف غير منطق القوة ، ولا يعرف منطق العقل والحكمة ، والحياة اليوم تحتضر بفعل الظلم الهائل الواقع عليها ، والظلم اذا دام دمر ، عندها لا يبقى افلاطون حاضرا ولا جمهوريته باقية في رؤوس الناس .
الى اللقاء .
0 تعليق على موضوع : جمهورية افلاطون - بقلم : احمد الجنديل
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات