شبكة الدانة نيوز -- المقالات  شبكة الدانة نيوز -- المقالات



random

آخر الأخبار

random

جاري التحميل ...

جمهورية افلاطون - بقلم : احمد الجنديل



كبار القادة في هذا العالم ينهضون كل صباح ليطلقوا سيل التصريحات ، ويكتبوا بأقلامهم الذهبية المعطرة بعطر الفخامة والجلالة العبارات الانيقة التي تتحدث عن مصير الديمقراطية والمخاطر التي تواجهها ، وعن دور الشعوب في بناء الحياة وضرورة توفير الحاضنات السليمة للتعبير عن آرائهم بحرية كاملة .
وكبار القوم وشيوخ الدول التي تتلاعب بمصير حياة الفقراء ، ينامون بسعادة وهناء بعد أن مرروا أكاذيبهم على الشعوب ، وويل لمن لا يصفق رغم ان فقراء الارض يزدادون ذلا كل يوم ، والسجون تتكاثر ، والسياط تطورت وراحت تعمل على التيار الكهربائي مرة ، وبالبطاريات أخرى ، وقد أصبح دم الانسان أرخص من ماء البالوعات بفضل التطور التكنلوجي ، والكل يمارس الكذب مع الكل ، والاباطرة وحدهم يسرقون خيرات الشعوب ويرسمون مستقبلهم وفق مصالحهم .
وصغار القوم من الحكام والولاة والانتهازيين يؤدون دور الكومبارس في مبغى الكذب الذي تديره القوى الكبرى ، وعلى الجميع أداء قسم الطاعة ، رغم ان كل الاوراق مكشوفة ، والمسرحية تعرض بلا كواليس .
وتر الديمقراطية أصبح المفضل والعاشق المعبود في طنبور السياسة ، وحق تقرير المصير الاغنية المفضلة في مهرجان العلاقات ، وعندما يخرج شعب أعزل يطالب بحقوقه المشروعة تنقلب الموازيين ، وتصبح الديمقراطية خطرا على الامن والسلم الدوليين ولابد من مواجهة الذين خرجوا بالرصاص ، وهذا ما حصل على أرض فلسطين بالأمس وما يحصل في كل أرجاء الكون .فهم يرسمون لنا خارطة لجمهورية افلاطون ويمارسون خلفها بشاعة هتلر وموسوليني ، ولا أحد يستطيع أن يرفع اصبعه محتجا ، فالماكينة الاعلامية اقوى من كل اصبع ، وأكثر ارتفاعا من كل صوت .
وعلى الوجه الآخر للأسطوانة المشروخة التي لا زالت رائجة في أسواق السياسة ، يموت عميل في ظروف غامضة ، يعلن الحداد وتتخذ الاجراءات ، وتعقد الاجتماعات ، ويتواصل هدير الاحتجاجات ، وتفتح أبواب الحرب الباردة والساخنة حفاظا على المسيرة الديمقراطية الرائدة ، واحتراما لحقوق الانسان .
في هذا العالم المسكون بالظلم والمشحون بالرعب والقائم على المعايير المزدوجة ، ينقلب افلاطون الى بضاعة رخيصة يتداولها الكبار لغرض تسويقها الى الشعوب التي تتطلع الى الامن والسلام ، وتصبح الشعارات بالونات فارغة لا تحمل غير الهواء الفاسد ، وتبقى الشعوب تجتر خيباتها وتعاني من الظلم والاضطهاد والمرارة .
من يستطيع ان يوقف هذا الاعصار المدمر الذي اجتاح العالم منذ الحرب الكونية الاولى ولا زال يفتك بالشعوب ؟
العالم اليوم بين كفي عفريت لا يعرف غير منطق القوة ، ولا يعرف منطق العقل والحكمة ، والحياة اليوم تحتضر بفعل الظلم الهائل الواقع عليها ، والظلم اذا دام دمر ، عندها لا يبقى افلاطون حاضرا ولا جمهوريته باقية في رؤوس الناس .
الى اللقاء .

كاتب الموضوع

فوزية النورس

0 تعليق على موضوع : جمهورية افلاطون - بقلم : احمد الجنديل

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات

    https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEhtNRmjx_UlCfdrZ46drcpO38rFltEv-Cic1BDDlTbrEu_jYvybafnAcAgh_xQvY9eA58T4vZPR2po6XgGqfsGzUP3MaOPekpsryhi2oh78x_lzyqOtZzTifUfUJYgNkUlu1Ku-A4epcUo/s1600/%25D8%25A7%25D9%2584%25D9%2584%25D9%2588%25D8%25BA%25D9%2588+%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25AF+%25D9%2582%25D8%25B3%25D8%25A7%25D8%25B3+200+%25D9%2581%25D9%258A+250.gif





    إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

    إتصل بنا

    فن تشكيلي

    فن تشكيلي
    لوحة مختارة من جاليري سفن تايمز

    مشاركة مميزة

    تأثير موجة الإرهابيين الأجانب على الأمن القومي المصري

    بقلم : د. إيمان رجب * مع استمرار العمليات العسكرية ضد تنظيم داعش في العراق وسوريا، تتزايد مناقشة مصير الإرهابيين الأجانب الذين سيخرجون ...

    الفلسفة والفلاسفة

    ابحث في الموقع عن المواضيع المنشورة

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    شبكة الدانة نيوز -- المقالات

    2017