بقلم : سميح صعب
بعد “المواجهة” بين لندن وموسكو على خلفية حادث تسميم الجاسوس المزدوج سيرغي سكريبال في مدينة سولزبيري البريطانية، بات من النافل القول إن العلاقات الروسية – الغربية ليست على ما يرام. بل إن السؤال الذي يفرض نفسه، هو عن المدى الذي يمكن أن يبلغه هذا التدهور وسط قعقعة السلاح والحروب بالوكالة وتوسيع العقوبات والضغوط الاقتصادية.
وثمة سبب وجيه للاعتقاد، أن الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً، ليسا سعيدين بفوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية رئاسية رابعة اعتباراً من غد. ولذا وجب تشديد الضغوط على روسيا لحرمانها من مقومات المضي في مسيرة استعادة مكانتها الدولية مشفوعة بدوران عجلة اقتصاد معافى في الداخل. لذا ليس مصادفة تراكم العقوبات الاقتصادية التي تفرضها الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، على روسيا بشتى الذرائع، من ضم شبه جزيرة القرم، الى مساندتها فصائل الشرق الاوكراني المتمرد، الى تدخلها العسكري والسياسي القوي في سوريا، الى قضية “التدخل” في الانتخابات الرئاسية للولايات المتحدة عام 2016.
وفيما لا يعدم الغرب ذرائع لإحكام الحصار الاقتصادي على روسيا إدراكاً منه أن التململ الاقتصادي في الداخل، قد يكون السلاح الأمضى لكبح جماح بوتين وإقناعه بالتسليم بسيادة الغرب وبعبثية محاولة إعادة عقربي الساعة إلى الوراء.
ذلك أن الغرب الذي كسب الحرب الباردة وفكك الاتحاد السوفياتي وبات متمركزاً الان بدباباته وجنوده عند أبواب روسيا، لن يقبل بأن يعيد أي زعيم روسي، أياً كان اسمه، بناء قوة عالمية جديدة. وعليه وجب تصعيد الحصار والعقوبات.
قبل أسبوعين، عرض بوتين أسلحة “لا تقهر” لمواجهة الاندفاع الاميركي نحو التفكير الجدي في انتاج قنابل نووية قابلة للاستخدام. وقابل المسؤولون الاميركيون اعلان الرئيس الروسي بالتشكيك في قدرة روسيا على انتاج مثل تلك الاسلحة، وتالياً وجب توجيه رسالة تطمين الى الوعي الغربي، بأن موسكو لا تزال بعيدة جداً من إدراك التفوق النوعي للسلاح الأميركي، فضلاً عن التذكير بأن سباق التسلح الذي خاضه الاتحاد السوفياتي مع الولايات المتحدة في النصف الثاني من القرن العشرين، كان سبباً رئيسياً لهلاكه الاقتصادي وتالياً تفككه وانهياره.
وبعد مضي نحو 30 سنة على سقوط جدار برلين وتربع الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة في العالم، يستشعر الاميركيون من القوة بأنفسهم ما يحملهم على الاعتقاد أن روسيا ليست قادرة على إحياء الحرب الباردة لانها لا تملك المصادر اللازمة لهذه الغاية، خصوصاً مع تعاظم العقوبات والحصار الاقتصادي.
إن المناخات السائدة من الولايات المتحدة الى أوروبا، تركز على وضع كل العراقيل الممكنة لجعل الولاية الرابعة لبوتين مكلفة جداً.




0 تعليق على موضوع : الغرب يتوحَّد ضد بوتين الرابع بقلم : سميح صعب
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات