مقالة للدكتور نور ندا
مصر الى أين ؟
بين تحديات وتهديدات الواقع واستحقاقات أختيار رئيس الجمهورية
معلومات وبيانات هامة قبل تحديد الموقف من الانتخابات
دكتور نـــور نـــدا – أستاذ الأقتصاد
يأتي الاستحقاق الرئاسي المصرى في ظل ظروف وطنية استثنائية ضاغطة حيث تواجه مصر تحديات ومخاطر من كافة الاتجاهات الخارجية والداخلية والتى يمكن رصدها في النقاط التالية :-
أولا : الوضع الدولي والأمني :-
1. تهديدات القوى الإرهابية المتاجرة بالدين وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية والتى تمارس كافة أشكال التكفير و الإرهاب المسلح في سيناء وبعض المناطق الحدودية و بعض المحافظات .
2. مؤامرات و تحالفات اقليمية تقودها جماعة الإخوان المسلمين وتدعمها دول مثل تركيا وقطر تحاول بمشاريعها أضعاف وأعاقت النمو الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للدولة المصرية .
3. محاولات للضغط على الدولة المصرية من خلال إعطاء النظام الحاكم في السودان قاعدة عسكرية لتركيا و تخصيص الرئيس البشير مدينة سواكن "شبه جزيرة" الواقعة شمال شرق الخرطوم على ساحل البحر الأحمر لتركيا من أجل أن تقوم بإدارتها .
4. البدء في أنشاء سد النهضة في أثيوبيا في محاولة لمحاصرة مصر مائيا وخلق معاناة للشعب المصرى و للتأثير سلبا على مشاريع البنية الأقتصادية المصرية .
5. مشروعان إيراني شيعي وتركى سنى يحاول أن يتمدد ويمتلك وجود عسكري على حساب سيادة الدولة العربية المستقلة ، مما يدفع المنطقة العربية الى نزاع طائفي مدمر بدلا من التعاون العربى المشترك .
6. أنظمة غير مستقرة على امتداد الحدود المباشرة في كل الجهات في ليبيا وفلسطين والسودان تتمركز فيها جماعات مسلحة تخطط للنيل من استقرار وسيادة الدولة الوطنية المصرية .
7. انتهاء عصر القيادة الأمريكية الأحادية وتمرد أوربي روسي ضد الهيمنة الأمريكية والتبعية الكاملة له وظهور قوى دولية متعددة الأقطاب مثل روسيا والصين والبرازيل والأرجنتين والهند ....الخ وطرحهم نظام اقتصادي عالمي جديد ( البريكس ) بدلا من نظام بريتون وودز القديم المستغل و المسيطر عليه من الولايات المتحدة الأمريكية والمراكز الرأسمالية العالمية ( البنك والصندوق الدوليين ومنظمة التجارة العالمية ) .
8. سياسات أمريكية متهورة وغير متزنة لرئيس أمريكي يفتقد المعرفة بأبسط مفاهيم أدارة العلاقات السياسية الدولية ويعلن انحيازه الكامل للكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة .
9. تهديدات الكيان الصهيوني ومشروعه الدائم لأضعاف الدولة المصرية وضرب مشاريعها التنموية .
10. أوضاع في المحيط العربى غير مستقرة ونزاعات مسلحة تستهدف النيل من سيادة الدولة وقواها ومؤسساتها الوطنية في كلا من سوريا والعراق واليمن ولبنان .
11. توتر في العلاقات مع بعض الدول الإقليمية والدولية والتى اعتادت في عهد مبارك تأثيرها على القرار المصرى وخضوعه لأرادتها ومشاريعها السياسية والعسكرية في المنطقة .
ثانيا : الميراث الصعب لفترة 41 عاما من حكم أنور السادات و حسنى مبارك :-
1. تدهور و ضعف وفساد وتخلف أجهزة الدولة ، وإهمال وضعف خدمات التعليم والصحة والأعلام والغذاء ، وشبه انهيار لمرافق البنية الأساسية من كهرباء وطرق وكباري ومحطات طاقة ومياه وصرف صحى .
2. نمط تنمية اقتصادية تابع للغرب حيث حوالى 75% من مكونات التصنيع ( آلات ومعدات وخامات وبرامج تشغيل وخبراء ومستشارين ... الخ ) تأتى من الخارج والمكون المحلى فقط في حدود 25% .
3. تربص رجال الأعمال المصريين وعدم تعاونهم الكامل حيث تعودوا على نهب ثروات الوطن وعدم دفع الضرائب والجمارك وحقوق العمال ورغبتهم الانقضاض والسيطرة على السلطة والثروة الوطنية من خلال أضعاف مؤسسة الرئاسة ومحاصرة شخص الرئيس والضغط عليه.
4. تغلغل وانتشار رجال لجنة سياسات جمال مبارك ومستشاري البنك وصندوق النقد الدوليين في مفاصل ومراكز أتخاذ القرار ومحاولاتهم المستميتة لإرجاع النظام القديم بكل مساوئه والذى أسقطه الشعب المصرى .
ثالثا : الإنجازات والإخفاقات لسنوات الفترة الرئاسية للرئيس عبد الفتاح السيسي :-
1. الإنجازات :
1) رفع سقف التوقعات والأحلام الوطنية والقومية الى مستويات لم تتحقق منذ الستينيات وإعادة الروح الى المشروعات العملاقة وتحقيق مستوى متقدم من الأمن الفردي للمواطن المصرى .
2) الاستمرار فى تجديد وأنشاء شبكة ضخمة من الطرق والكباري والأنفاق ومحطات الطاقة الكهربائية والنووية ومحطات وشبكات المياه والصرف الصحي الى جانب أنشاء مجموعة ضخمة من صوامع الغلال والقمح على أعلى مستوى من الجودة .
3) حفر قناة السويس الجديدة وأنشاء عاصمة أدارية جديدة وتطوير وأنشاء عدة مطارات وموانى بحرية ومنافذ برية بشكل عصرى مشرف .
4) محاولات مازالت غير كافية بأنشاء شبكات حماية اجتماعية للفئات الأكثر فقرا في مصر ( على سبيل المثال برنامج كرامة وكفالة ).
5) البدء في أنشاء شبكة من المساكن الشعبية والقرى لمحدودي الدخل مجهزة بالمرافق المختلفة والأثاث في المحافظات المختلفة .
6) البدء في استزراع ملايين الأفدنة الزراعية وأنشاء مزارع ضخمة للمواشي والأسماك بمحافظات مصر المختلفة بغرض تحقيق الأمن الغذائي للمواطن المصرى .
7) بدء أنشاء محطة الضبعة النووية بالتعاون مع الجانب الروسي وفق متطلبات أحدث تكنولوجيا التشغيل والأمان والتى لا تخدم فقط هدف توليد الطاقة الكهربائية بل تتخطاه بوضع مصر على الخريطة النووية والتى سيكون لها تطبيقات في مجالات تنموية مختلفة مثل الصناعة والزراعة والطب والهندسة والتعليم ..... الخ .
8) أمداد قواتنا المسلحة بأحدث الأسلحة المتنوعة المصدر لمواجهة التحديات المحيطة وحماية الوطن والعمل على تحقيق أمان الشعب والوطن المصرى .
9) مواجهة الإرهاب ومحاصرته وتوجيه ضربات قاضية على معظم بؤره الإجرامية بفضل جهود رجال الجيش والشرطة المصرية البواسل .
10) صياغة موقف وطني غير تابع في القضايا الإقليمية والدولية وخاصة في سوريا والعراق وليبيا واليمن ولبنان والعمل على استعادة دور مصر القيادي في المنطقة .
11) رعاية المصالحة الوطنية الفلسطينية والعمل على وحدة الصف الفلسطيني وقيادة موقف عالمي في مجلس الأمن دفاعا عن القدس و رافض لقرار الإدارة الأمريكية بنقل سفارتها للقدس .
12) دعم الشعب الليبي وقواته المسلحة في مواجهة قوى الإرهاب والتكفير التي تحاول السيطرة على ليبيا بدعم تركى قطري وتعمل عل زعزعت الأمن والاستقرار في الجوار الليبي في كلا من مصر وتونس والجزائر .
13) دعم وحدة وسيادة الدولة اللبنانية ودعم خياراتها الوطنية خاصة في قضية احتجاز رئيس الوزراء أخيرا بالرياض .
2. الإخفاقات :
أ- غياب العدالة الأجتماعية وارتفاع شديد لأسعار السلع والخدمات مما أرهق كاهل الجماهير الأضعف خاصة أصحاب المعاشات و الدخول الثابتة من العمال والفلاحين و الموظفين .
ب- عدم القيام بمواجهة شاملة لاحتكار التجار والتعامل الانتقائي والجزئي مع قوى الفساد المنتشرة بأجهزة الدولة وبشكل أقرب الى الاستعراض الإعلامي فقط .
ت- عدم أمثلاك مشاريع وخطط واضحة للتعامل مع تخلف وازدواجية وانهيار منظومة التربية و التعليم في المدارس والجامعات معا ( تغلغل مناهج وأساليب تربية ومدارس وجامعات أجنبية تكرس التبعية / مناهج واساليب تربوية وتعليمية عفى عليها الزمن / أعضاء هيئة تدريس غير معتنى بهم علميا وماديا / نظم وإجراءات أداريه عشوائية / أجهزة ومعدات ومباني وقاعات متهالكة / معايير ومؤشرات أداء ونظم جودةغائبة / كوادر وقيادات تعليمية مهملة ومقهورة ).
ث- ضعف وانهيار منظومة الصحة وعدم مطابقتها لأبسط المعايير والمتطلبات المهنية والإنسانية ( مناهج مهنية وعلمية في كليات الطب/ أعضاء هيئة تدريس / عيادات ومستشفيات وأسرة مجهزة / نظم جودة وإجراءات أداريه / أجهزة ومعدات ومباني وقاعات في كليات ومعاهد الطب والتمريض / معايير ومؤشرات أداء وجودة للخدمات الصحية / كوادر وقيادات لإدارات المؤسسات الطبية / أجهزة التمريض وكفاءة الكوادر البشرية فيها ).
ج- غياب مشروع معلن ومتفق عليه شعبيا لأعاده بناء أجهزة الدولة المصرية الضعيفة والمتخلفة والفاسدة ( الاختيار والتعيين / التدريب / أسس تقييم أداء الأجهزة الحكومية / مؤشرات تقييم أداء الموظفين والقيادات / الأجهزة والمعدات / أعادة الهيكلة التنظيمية ( الإدارات والأقسام الحكومية ) / السياسات والقواعد والإجراءات المنظمة / تبسيط الإجراءات / نظم معلومات حديثة ووزارات بدون ورق وخدمات إلكترونية للمواطنين/ حوافز ونظم ترقية تعتمد على الجدارات وليس الأقدمية / نظم جودة للخدمات الحكومية / الشفافية ....الخ )
ح- الإصرار على التوجه نحو الغرب ومنظماته التمويلية ( البنك وصندوق النقد الدوليين ) والتى سبق تجربة شروطهما الظالمة وبرامجهما الفاشلة في مصر فترة وزارة عاطف صدقي وكمال الجنزوري وفى أكثر من بلد آخر ، على الرغم من وجود بدائل آخري أثبتت نجاحها مثل تكتل مجموعة دول البريكس واتفاقيات الصفقات المتكافئة .
خ- مازال رجال مبارك وأبنه جمال( أعضاء لجنة السياسات ) من الموظفين السابقين في منظمات التمويل الدولية والمتأثرين بأفكارهم يسيطرون على معظم مقاعد الوزراء والمحافظين والمستشارين وصناع القرار مما يجعل اختيارات الحكومة وانحيازاتها الأجتماعية ضد مطالب الشعب المصرى التي أعلنها في ثورة 25 يناير وموجتها الثانية في 30 يونيو .
د- ضعف المشاركة المجتمعية ( الحريات ) وأضعاف النقابات و الأحزاب وأقصاءها من عملية صناعة القرارات الوطنية الهامة .
دكتور نـــور عبد الودود نـــدا
0 تعليق على موضوع : مصر الى أين ؟ بين تحديات وتهديدات الواقع واستحقاقات أختيار رئيس الجمهورية - بققلم : د.نور ندا
الأبتساماتأخفاء الأبتسامات